مجلة جليل - الرباط
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تنظم الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم مناظرة يومي 18 و19 من الشهر الجاري بالمغرب تهدف إلى وضع تصور لكرة القدم الافريقية خلال العقد المقبل، وسيتم التركيز على الإشكالات المتعلقة بالمنافسات التي تنظمها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، خاصة تلك المتعلقة بشكل البطولات والتنظيم.
وستلتقي مختلف الاختصاصات المهنية التي تعمل على تطوير كرة القدم الافريقية، خاصة اللاعبين والحكام والمدربين والصحافيين والإداريين...، في عاصمة المملكة المغربية لمناقشة سبعة مواضيع مهمة، وهي :
كأس إفريقيا للأمم: التظاهرة
كأس إفريقيا للأمم: دفتر تحملات البلدان المحتضنة
الكؤوس الخاصة بالأندية
كرة القدم عند الشباب
كرة القدم والتنمية
التواصل والاعلام
التسويق والتلفزيون
في هذا الإطار أجرى الموقع حوارا مع معاذ حجي، المدير الإداري للمنتخبات الوطنية والمنسق العام لمديرية التعاون الدولي بالجامعة الملكية لكرة القدم.
ما هي دلالات عقد ملتقيات الكاف بالمغرب ولماذا المغرب بالضبط ؟
إن اختيار المغرب لاحتضان مجموعة من المؤتمرات والملتقيات التي يعقدها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لم يأت بمحض الصدفة أو بشكل اعتباطي، وإنما يؤكد بالملموس مكانة بلادنا على المستوى القاري والعالمي، باعتبارها جسرا للتواصل والانفتاح على الفضاء الإفريقي والدولي.
فالإتحاد الإفريقي لكرة القدم، منح للمغرب تنظيم هذه الملتقيات بعد أن لمس أن للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قدرة على تنظيمها لما تتوفر عليه من تجارب في هذا الإطار، إذ ليس من السهل استضافة نجوم عالمين وبرمجة العديد من الورشات في نفس الوقت فهذه المناظرة تهدف إلى وضع تصور لكرة القدم الافريقية خلال العقد المقبل، وكذا التركيز على الإشكالات المتعلقة بالمنافسات التي ينظمها الكاف، خاصة تلك المتعلقة بشكل البطولات والتنظيم.
هل يمكن أن نقول الآن أن المغرب أصبح فاعلا مهما في أجهزة الكاف عكس السنوات السابقة ؟
بعد غياب المغرب عن المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم منذ مدة تجاوزت 12 سنة، تم انتخاب فوزي لقجع في 16 مارس 2017 عضوا بالكاف بعدما حصل على 41 صوتا خلال الجمعية العمومية التي عقدتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
إن عدد الأصوات التي حصل عليها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال هذه الانتخابات تؤكد قوة برنامج العمل الذي جاء به السيد فوزي لقجع، والمكانة التي يحظى بها على المستوى الإفريقي، خصوصا أن البرامج التي وعد بها قابلة للتنفيذ كما هو الحال في البنيات التحتية حيث تمت تكسية أكثر من 70 ملعب بالعشب الاصطناعي من الجيل الثالث في مدة لا تتجاوز سنتين، كما تم تأهيل بعض ملاعب النخبة بالعشب الطبيعي والإنارة.
فقد تبنت الجامعة سياسة واضحة المعالم تنبني على التعريف أكثر بما يتمتع به المغرب، سواء من حيث بنيته التحتية، أو تطور ثقافته القانونية، أو المستوى التكويني بفئاته وأنواعه.
وهذا التعريف، الذي يعني أيضا تبادل الخبرات والتعاون، والمساهمة في تنمية كرة القدم الإفريقية، يؤدي بالضرورة إلى تبوئ المغرب مكانته التي يستحقها، ويشهد له بها أشقاؤه الأفارقة، وهي مكانة في سمو مستمر.
كيف ستعود الاتفاقيات التي وقعتها الجامعة بالنفع على الكرة المغربية ؟
كما يعلم الجميع فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، وقعت العديد من الاتفاقيات مع مجموعة من الاتحادات الكروية الصديقة، وصلت إلى حدود الآن 34 اتفاقية، وذلك من أجل تعزيز التعاون والشراكة معها وكذا تبادل الخبرات في مجالات مختلفة منها التحكيم والطب الرياضي والبنيات التحتية والهيكلة الإدارية فضلا عن إجراء مباريات ودية مع منتخبات بلادها، وهذا بالتأكيد سيعود بالنفع على كرة القدم المغربية لأن مثل هذه الاتفاقيات ستتيح لنا الفرصة للاحتكاك والاستفادة من تجارب الآخرين وستكون حافزا لنا للعمل أكثر حتى نطور منتوجنا الكروي إلى الأحسن.
وتأتي هذه الاتفاقيات انطلاقا من الإستراتيجية العامة التي نهجتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تهدف إلى إيجاد شراكات فعالة مع اتحادات كروية صديقة ترتكز على مفهوم تطوير الكرة في جميع مجالاتها باعتبار أن الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص وسيلة لتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا.
- أكيد هي علاقة win win، ما الذي ستستفيده هذه الاتحادات من المغرب ؟
إن الشراكات التي وقعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تدخل أولا وقبل كل شيء في إطار الوضع الاعتباري الذي يحظى به المغرب مع باقي الدول الشقيقة في إطار اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون بمبدأ win win أو رابح رابح، وهذا الأمر سيكون له عدة نتائج إيجابية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، أولها، منح المغرب مكانة إستراتيجية دولية بتحوله قبلة للفاعلين الرياضيين، ثانيا، استفادة المغرب بشكل مباشر من تجارب وخبرات الإتحادات الكروية، وستستفيد هذه الاتحاد من التجربة المغربية الرائدة إفريقيا في مختلف المستويات، علما أننا من أفضل الاتحادات التي تملك بنيات تحتية وملاعب تتوافق مع المعايير الدولية، وأيضا فالموقع الجغرافي للمغرب يعتبر بمثابة بوابة عبور لعبي دول جنوب الصحراء نحنو الاحتراف في أوربا.
من المعروف عن بعض الدول مثل ساحل العاج وغانا تفوقها على مستوى تكوين الفئات الصغرى، هل تسعى الجامعة للاستفادة من تجربتهم المتميزة ؟
لقد وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، خارطة طريق واضحة المعالم من أجل تطوير كرة القدم المغربية انطلاقا من الفئات الصغرى، حيث أصبحت جميع المنتخبات السنية الصغرى تشارك في التصفيات الإفريقية وتلعب دوريات جهوية وقارية وعالمية من أجل منح اللاعبين الشباب تجربة أكثر لمساعدتهم على تطوير إمكانياتهم البدنية والتقنية.
وفي هذا الصدد تعمل الإدارة التقنية الوطنية وفق خطة عمل مبنية على الرفع من مستوى الفئات الصغرى، وهذا لن يكون إلا بإجرائها مباريات دولية مع منتخبات لها تجربة أكبر في هذا الميدان، من بينها بعض الاتحادات الكروية الافريقية التي تم التوقيع معها اتفاقيات الشراكة والتعاون.
مجلة جليل